الاثنين، 17 سبتمبر 2018

عندما تتقاطع المبادئ والمصالح


يتغنى الكثير من الناس بالمبادئ والقيم التي يعتمد عليها (كما يدعي) في مسيرته العملية وفي حياته الاسرية والمجتمعية، ويدافع عنها (كلاميا) ويمجدها ولا يسمح ان يقترب منها احد او يشكك فيها، خاصة اذا كانت مقرونة بالاعتقاد الديني او الاعراف المجتمعية.

وعندما تبرز المصالح امام هؤلاء يتغاضون عن تلك المبادئ وتلك الاعراف لتحقيق الغايات الشخصية التي تزيح كافة اشكال الموانع وتكاد القيم والمبادئ تتلاشى امام مغريات المصلحة  التي تشبع رغباتهم.

وكم نصادف من مواقف خلال حياتنا يتخلى فيها المرء عن مبادئه امام المغريات التي وقف ضدها في يوم ما، متعامياً عن ذلك ومقدما مصالحه الشخصية ليتبنى موقفا جديدا يبرر فيه صحة ما كان يعتبره في وقتٍ ما ، ضد مبادئه ويسعى الى الاستفادة منه ليثبت (فعليا) ان الغاية تبرر الوسيلة دون اكتراث، واذا طُرحت امامه المُثل والاخلاق رأيته شخصا مختلفا.

ان من يؤمن بأن الله لابد وان يعلم، لن يحصل اكثر مما قُدر له، وان لا يحيد عن مكارم الاخلاق  وطريق الصواب الذي لا يختلف عليه اثنان ولا يكون وجهان لعملة واحدة من اجل مصالح دنيوية قد تكون حجر عثرة امامه في المستقبل.

السبت، 15 سبتمبر 2018

خربطة العالم

تتسارع الاحداث بين لحظة واخرى ، حيث يظهر لنا خبر او تقرير او بحث يكذب او يناقض نتائج ما سبقه!! ولا نعلم سبب ذلك، مع تقدم العلم وتراكم المعارف واتساع المعرفة ومناهج البحث والتحليل ..

اصبحنا لا نستطيع توقع المستقبل او التبؤ بشئ ، بسبب هذه التناقضات التي تجعل الواحد منا مشتت الذهن، ونتساءل هل هناك من يقصد عمل ذلك؟ وكيف يستطيع ان يحرك كل هذه الامور وفي مختلف المجتمعات ومختلف المواقع في العالم؟ وهل يستطيع تسخير ما وصل اليه العالم من تقدم ويخلخل الاوضاع لتحقيق اهداف معينة تخدم فئة معينة؟

كل هذه التساؤلات تدور في اذهان العديد من البشر او ممن يعيشون في هذا الزمن وهذا العصر المتسارع في كل شيء، فاللحظات والايام والسنين تمر علينا بسرعة، محملة بكل المتناقضات ، تقارير تقول ان الماء مفيد واخرى تدحض تلك المعلومة واخرى تقول ان الفيتامينات مهمة وثانية امه اقل اهمية او انه تضر او لا تفيد .. ونحن في دوامة العلم والابحاث.
وعندما ندخل في الاوضاع الحياتية .. نتفاجأ كل يوم باخبار ومتناقضة او انها تناقضوما سبقها من انباء وتقارير، تجذب المرء اليها وتقوده قودا لتبقلها والخوض في غمارها وان كانت لا تمسه من قريب او بعيد، فتخلخل الفكر وتصيب الوجدان بجروح وتجعل العقل دائم التفكير والاعصاب في توتر يبعد النوم عن اجفاننا.

وليس ببعيد عنا ما مرت علينا من احداث (في تونس ومصر وسوريا وليبيا) فككت المجتمعات وشردت الاسر وباعدت بين افرادها، وحطمت النسيج الاقتصادي وكذلك الاجتماعي ولين يتم اصلاحمها الا بجيل جديد من البشر، فتحطمت دول كثيرة وفي الوقت نفسه لم تتأثر دول قريبه جدا (الكيان الصهيوني) بما يجري حولها بل وقعدت في موضع المتفرج على مسرحية هزلية.

لابد من التعامل بشيء من الحذر والتنبه وعدم الانجرار صوب الاثارة ، والتركيز والاقتناع بان ما يأتينا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والعديد من وسائل الاعلام وانما يشوبه الزيف والبعد عن الحقيقة .

الأحد، 25 مارس 2018

بعد ثلاث سنوات من حرب اليمن



بعد ثلاث سنوات على حرب اليمن
حرب اليمن ليست حرب على جماعة الحوثي .. وانما حرب على ارهاب واطماع الدول وخاصة ايران التي تدخلت بعنف في ربوع وطننا العربي مستغلة حالات الضعف وحالات الفوضى وحالات غض الطرف عنها من قبل الذول الكبيرة في العالم والتي ساعدتها بشكل مباشر او غير مباشر، لتحقيق تلك الاطماع.
اليمن ولله الحمد على طريق التعافي والاستقرار وذلك بفضل الله وبفضل قيادتنا الرشيدة وبفضل قوات التحالف التي لم تقف مكتوفة الايدي امام التدخلات الخارجية وقامت بما يمليه عليها الواجب والوقوف مع الاشقاء ضد الاطماع الخارجية الطائفية البغيضة.
فخلال فترة الحرب وبالرغم من الدعم الذي يتلقاه الحوثيين من الخارج الاان دول التحالف العربي سيطرت على اكثر من ٨٠٪ من الاراضي التي كان يسيطر عليها الحوثيين الايرانيين، بفضل الله وتوفيقة، والحوثيين الان محاصرين في صنعاء وصعدة، وهي مسألة وقت فسيتم دحرهم والقضاء عليهم وعلى الاطماع الايرانية وايضا على من يعثوا في الارض فسادا وتخريبا من امثال القاعدة وغيرها.
وفي الجانب الآخر لم تنسى دول التحالف الجانب الانساني الذي تزامن مع ما يتم تحريره من اراضي، ومباشرة تقديم المساعدات وتحسين ظروف معيشة الانسان اليمني في تلك المناطق وازالة مخلفات الحوثيين الايرانين من تلك المناطق وتأهيلها بكل احتياجاتها من بنى تحتية ومشاريع تنموية تزيل قليلا مما عنانوا منه.
ودولة الامارات لم تتوقف معوناتها ومساعداتها للاشقاء اليمنيين منذ بداية حرب تحرير اليمن، وكانت سباقة ومازالت في تقدين الدعم العسكري والانساني في كافة مناطق اليمن ومدنه وقراه.
الان وبعد هذه السنوات ماذا حققت دول التحالف؟
لقد حققت ذول التحالف بعدا استراتيجيا اساسيا وهو امن المنطقة لا تتحكم في ايران ولا غيرها وهو خط احمر، وان دول التحالف صاحبة اليد العليا في مسألة الامن ولا يفرض عليها حل لا تقبله.
لقد حققت دول التحالف ان الامن الاستراتيجي العربي امرٌ مهم ولا يتم التنازل عنه ، وانها تستطيع ان تحفظ وترسخ الامن والامان في المنطقة.
ان المواطن العربي وخاصة المواطن اليمني يحق له ان يعيش عيشة كريمه وان دول التحالف داعمة له ولحريته ولصيانة معتقداته وقيمة وارضه، وبالتالي سوف تساعده من منطلق الدين والاخوة العربية.
واخيرا نتمنى ان يسود الوئم والمحبة والسلام وطننا العربي الغالي.

الخميس، 16 فبراير 2017

الخطاب الديني ومسئولية الدولة

 تشير العديد من البيانات والتصريحات بمختلف مصادرها وخاصة العربية منها الى  تخفيف او  تعديل او تبسيط الخطاب الديني الاسلامي، مرددين اتهامات الغرب له بانه سببا في تأجيج التطرف والارهاب، وجعلونا دائما بوضع ديننا وانفسنا موضع اتهام ساعين الى البراءة منه في بعض الاحيان.
 والخطاب الديني عادة ما يكون خطاب متزن ويتماشى مع مبادئ وقيام العقيدة والاسلام، ويكون كذلك خطاب مؤسسي يتبع وييماشى مع مبادئ سياسة الدولة وقيمها، والامثلة كثيرة في هذا الشأن.
و الخطاب الذي يمكن ان يتم تقويمه وتعديل مساره او بالاحرى تقويم من يصدره والحد من توفير القنوات التي يستخدمونها في توجيه خطاباتهم ونشر افكارهم المتطرفة، فيجب ايقاف هؤلاء وتوجيه التهم اليهم  ، والى من ساعدهم ودعمهم وفتح لهم المجال للفوضى خاصة مبدأ حرية التعبير عن الرأي الذي تتبناه الحضارة الغربية بمفهومها الواسع، التي سمحت له بالانتشار من خلال وسائل التواصل التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي التي ليس لها عهود وليس لها حدود.
وافضل مثال على ذلك ظهور الكثير من يطلق عليهم الدعاة او الداعية فلان، اثناء الثورة المصرية الاخيرة والتي رأينا كيف فتحت الاذاعات المرئية والمسموعة وافردت الصفحات المقروءة لكثير من الغوغائين باسم الدين ، كانوا مشايخ او متمشيخين لطرح آراءهم الشاذة والمتعارضه مع العديد من مسلمات وقيم المجتمع والدين ، مما خلق فوضى عارمة في المجتمع المصري.
لا يجب ان نسير خلف هذه الشعارات التي اطلقوها، وقمنا بلا وعي باتهام خطابنا الديني دون مبرر منا ، وانما استجابة للدعوات الغربية، التي دعتنا لوقف العديد من ممارساتنا الاسلامية، وفتحت المجال لمن احتوتهم بجرائمهم التي احدثوها في بلدانهم، باحتضانهم وتوفير لهم سبل نشر سمومهم من خلال التواصل الاجتماعي او وسائل الاعلام الاخرى، فمن الاولى ان يكبح هؤلاء  الذين لا رقابة عليهم المنشرين للفتن في اوطانهم الاصلية وفي العالم.

يجب ان لا نخجل من خطابنا الديني الرسمي الذي نتبناه ونرعاه ونؤيده، ولا نكرر رغبات الغرب في ابعاد الناس عن دينهم ورموزهم الدينية المعتدلة، وان نمنع ويمنع معنا من يريدنا ان يكون خطابنا الديني خطابا متوازناً .. بوقف هؤلاء الغوغائين عن بث سمومهم من خلال قنوات التواصل الاجتماعي والاخرى ، وايقاف من تحتضنهم المجتمعات الاخرى تحت دعوى حرية التعبير عن الرأي او تحت اي ذريعة اخرى.


الجمعة، 3 فبراير 2017

فاز ترامب بضمائر الرجال

ان كل الاستطلاعات اثناء الانتخابات الامريكية كانت تشير الى  فوز هلاري كلنتون، وحتى المناظرات التي تمت ، تُظهر   التفوق النسبي لكلينتون على ترامب، ولكن كيف حدث الانقالب الكبير في الانتخابات وتحول ترامب من خاسر الى فائز في الانتخابات واصبح رئيسا لامريكا.
خلال المعركة الانتخابية التي كانت بين المتنافسين ، فُتحت العديد من الملفات بين الاثنين، وطرحت نقاط القوة والضعف وتم البحث في ماضي كلا منهما، وبحكم ماضي ترامب الاسود نوعا ما خاصة مع النساء، استغلت هلاري هذا الملف بعنف، وحركت الرأي العام ضد ترامب وتصرفاته المقيته ضد المرأة، مبينة ادق التفاصيل  (تصرفاته وكلماته وحركاته تجاه النساء)، فنشطت التقارير الاعلامية واظهرت مخزون سنوات من الافلام والعبارات والتغريدات وغيرها ... واصبح ترامب في وضع سيئ انتخابيا، وحاول التشبث بما اوتي من قوة وعزم واستمر في المعركة.
كان المجتمع الانثوي يدعم هلاري كلينتون التي كانت بالنسبة لهم رمزاً، وكانوا يهاجمون ترامب (ممثل المجتمع الرجولي)، ولكن كان هناك صوت منخفض او صامت يراقب ولا يتكلم، وهو صوت الرجل غير الراضي عن تهكم النساء على احد افراد جنسهم وهو ترامب الرجل، لم ينتبه معسكر كلينتون اليه، وقد تكون ايضا ترسبات لا نعلمها او لا يعلمها المجتمع ولم تعلن، كامنه في داخل ضمائر الرجال او النساء اثيرت اثناء الانتخابات وانعكست في اوراق الانتخابات، هذا بالاضافة الى ما ذكره المحللون من امور اثرت على فوز هلاري كلينتون كالمهاجرين والمسلمين وغيرها.
في النهاية  فاز ترامب، وحصل على رئاسة امريكا وعلى البيت الابيض.. وافرز شيئا مهما ان هناك امور لابد الانتباه اليها، فليس كل ما ينتج عن استطلاعات الرأي العام امر مفروغ منه، فهناك امور كثيرة تؤثر في قرار الناخب ، تخرج اثناء قيامه بالترشيح.

تقبلوا احترامي وتقديري

الخميس، 2 فبراير 2017

كوكتيل غير محمود لوسائل التواصل الاجتماعي


وسائل التواصل الاجتماعي خلقت جو من الاتصال المختلِط، بالمعلومات الصحيحة والمعلومات غير الصحيحة، وخلق لدى المتلقي جو من التشكيك والتشتت بين ما هو صحيح وما هو خاطئ، واصبح العدد الاكبر مما يُطرح مشكوكٌ فيه من قبل المتعاملين والمتابعين لما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي.
ان وسائل التواصل المنتشرة عبر شبكات الانترنت ما هي الا وسيلة اتصالية متاحة لمن ان اشترك فيها، خاصة انها فرضت نفسها على جميع المجتمعات بمختلف ثقافاتها من خلال الافراد و من خلال مفاهيم عالمية غربية يروج ويدعمها الغرب من خلال جميع المؤسسات الدولية مثل حرية الرأي وحرية المرأة والمساواة بين الرجل والمرأة او العولمة وحوار الثقافات وغيرها، فقد يكون هناك عدم اقتناع بهذين الطرحين من الجميع "طبعا بسبب عدم اقتناع او عدم استيعاب مفهومها " او ممن يستخدم ويتعامل يوميا مع هذه الوسائل، ولكن في النهاية الصراع يحسمه الاقوى، والاقوى هنا من يملك ومن يسيطر على المجال او فضاء التواصل.
شركات التواصل الاجتماعي تسيطر عليها دول بعينها وتحاول ان تستفيد منها استفادة كانت مادية او استخباراتية او غيرها .. المهم انها تكبر وتهيمن على اكبر مساحة ممكنة من فضاء المجتمعات والثقافات ، وتستطيع ان تتحكم من خلال المعلومات التي تمتلكها والتحليلات التي تقوم بها لهذه المعلومات من التحكم  بمجاميع البشر (كان بالسلب  او الايجاب) و تحريك المجموعات كيف شاءت ومتى شاءت.
ايضا هناك من يرتع ويلعب ويستفيد من وسائل التواصل الاجتماعي وهي  الشركات والمؤسسات التجارية والخدمية، تعرض من خلالها منتجاتها وتعرض كل شيء يؤدي الى استقطاب الجمهور والاستفادة من وجود التواصل بين شرائح كبيرة ومختلفة منهم.
اذن فوسائل التواصل الاجتماعي ونجاحها في تقريب المسافات الفكرية والتعارف بين الشعوب وطرح الافكار ومناقشتها اكان هناك اتفاق او لم يكن ، فالمهم انها مجال واسع لتبادل الاراء والافكار يجب الاستفادة منه لبناء المجتمعات وازدهارها، لا لاسقاطها وملئها بالاشاعات والاخبار والقصص والافلام المغلوطة.

ومن الجوانب الحسنة لوسائل التواصل الاجتماعي كذلك التبادل المعرفي ، فالمعرفة تنتشر عبر هذه الوسائل بسرعة كبيرة فيتم الاستفادة كثيرا من خلال الافراد او من خلال المؤسسات، من ايجاد الحلول لبعض المشكلات او لتطوير الاعمال او لدعم الجهود الاجتماعية والمجتمعية والحملات الصحية والبيئة وغيرها.

ان وسائل التواصل الاجتماعي خليط للفوائد والسلبيات والاستغلال من السلطات لترويج ما تريد ، وللتعرف على توجهات الرأي العام ورغباته وكيف مواجهته.

ختاماً ارى انه من المهم جدا ان يكون هناك بروتوكول يحكم عملية استخدام هذه الوسائل، وان يتم تعميمه على من يتعامل ويستخدم هذه الوسائل للحد من انتشار الاشاعات وانتشارالاخبار المغلوطة، وايقاف تداولها بين المجموعات ، خاصة في اوقات الحروب والازمات والكوارث.


وتقبلوا الاحترام


منطق ترامب الواضح


اختلفت مع العديد من آراء الاصدقاء بالنسبة لافضلية فوز ترامب على هلاري كلينتون، حيث قلت ان وضوح ترامب في اطروحاته، افضل من غموض هيلاري وممارسات ادارتها السابقة في العالم وخاصة في منطقتنا العربية، بخلق الفوضى هنا وهناك، باسلوب متقن وخبيث  من غير ان تتدخل مباشرة، بعكس ترامب الوضح في توجهاته نسبيا تجاه منطقتنا والعالم عموما وان كنا غير داعمين لتلك الافكار.
بالفعل فاز ترامب برئاسة امريكا وهو الشخص الفض وصاحب الالفاظ الفظة وغير المستساغة، فهزم هلاري كلنتون بفارق ليس ببسيط لانه كان  الاكثر ثباتا وتمسكا ووضوحا بافكاره و آراءه تجاه كل القضايا ، واستمراره منذ البداية على طرحها وتبنيها والدفاع عنها.
بالنسبة لنا نحن العرب فلن يغير ترامب شيئا بالنسبة لنا ولقضايانا، لان الخط الامريكي مستمر في تفوق عدونا الاسرائيلي ودعمه والتعهد باستمرارية تفوقه على جيرانه، وهذه اهداف استراتيجية لامريكا كلنا يوقنها ويعرفها ولن يغير منها وجود اي رئيس حالي او قادم.
والذي سيتغير بوجود ترامب انه سوف تتغير مراكز اللعبة ومراكز الفوضى في المنطقة وشكلها ولونها الى مراكز اخرى ، وبـ "عقلية الكابوي" التي تستخدم العنجهية والقوة والتخويف، لتسود المنطقة او المناطق المستهدفة الاخرى.
لننتظر المستقبل ونرى ما الدي سيحدثة ترامب.